{وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}:
{مُخْرِجٌ}: مُظهِر. وما كانوا يكتمون: هو أمر القتيل والقاتل. والجملة معترضة بين قوله: {فَادَّارَأْتُمْ}، وقوله: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ}، والجملة المعترضة بين ما أنهما الاتصال تجيء تحلية يزداد بها الكلام البليغ حسناً. وفائدة هذه الجملة: إشعار المخاطبين- قبل أن يسمعوا ما أمروا بفعله لإظهار أمر القتل- بأن الحقيقة ستنجلي لا محالة.
{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا}:
ضرب الشيء بالشيء: إيقاعه عليه. والضمير في قوله: {اضْرِبُوهُ} يعود على النفس، وتذكيره مراعى فيه معناها الذي هو الشخص أو القتيل. والقرآن لم يعين البعض الذي يضرب به، فأي قطعة ضربوه بها، فقد فعلوا ما أمروا به.
{كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى}:
في الآية إيجاز؛ إذ حُذف ما بين هذه الجملة والجملة التي قبلها جملتان دل عليهما سياق الكلام دلالة واضحة. والتقدير: فضربوه ببعض البقرة، فأحياه الله.
والدليل على هذا المقدر: قوله تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} بعد قوله: {اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا}. والكاف في قوله: {كَذَلِكَ} للتشبيه. واسم الإشارة مشار به إلى المشبه به، وهو إحياء ذلك القتيل الدال عليه الجملة المقدرة: "فأحياه الله"؛ أي: مثل إحياء ذلك القتيل بعد موته يحيى الله الموتى للحساب والجزاء يوم القيامة.