يقول الله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186].

وهكذا علمت الجماعة المسلمة في المدينة ما ينتظرها من تضحيات وآلام وما ينتظرها من أذى وبلاء في الأنفس والأموال، من أهل الكتاب من حولها، ومن المشركين أعدائها .. ولكنها سارت في الطريق، لم تتخاذل ولم تتراجع، ولم تنكص على أعقابها .. لقد كانت تستيقن أن كل نفس ذائقة الموت، وأن توفية الأجور يوم القيامة، وأنه من زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وأن الحياة الدنيا ما هي إلا متاع الغرور. على هذه الأرض الصلبة المكشوفة كانت تقف، وفي هذا الطريق القاصد الواصل كانت تخطو، والأرض الصلبة المكشوفة باقية لأصحاب هذه الدعوة في كل زمان، والطريق القاصد الواصل مفتوح يراه كل إنسان، وأعداء هذه الدعوة هم أعداؤها، وتتوالى القرون والأجيال، وهم ماضون في الكيد لها من وراء القرون والأجيال .. والقرآن هو القرآن (?).

ننتصر على الغرب بثباتنا

يقول الشهيد الرنتيسي -عندما كان في مرج الزهور-: في خيمة جلس صحفي محبب إلى قلوبنا وعقد معي لقاء صحفيًا، ولقد أذهلني عندما توجه إليّ في نهاية اللقاء متسائلاً: هل أنت نبي؟ فقلت: لا، فقال: هي يتنزل عليكم وحي من السماء؟ فقلت: لا، ثم أنهى اللقاء.

وتوجهت اليه متسائلاً بعد نهاية اللقاء: لماذا سألتني هذه الأسئلة الغريبة؟

فقال: أنا أخاطب المجتمع الأمريكي، وهناك خواء روحي عجيب، وكثير منهم يعتقد أن ثباتكم بين الصخور والثلوج لا يمكن أن يكون إلا بوحي، ويعتقدون أنك نبي جديد، ولذا أردت أن أبين لهم الحقيقة. وقال لي: لو قلت إنك نبي لوجدت أعدادًا كبيرة دخلوا في هذا الدين الجديد (?).

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015