ليس لي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في الله، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في، ثم تسلط علي فتفعل بي هذا.
قال: فأعجب منه وأحب أن يطلقه، فقال: قبل رأسي وأطلقك.
قال: ما أفعل، قال: تنصر وأزوجك بنتي وأقاسمك ملكي.
قال: ما أفعل، قال: قبل رأسي وأطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين.
قال: أما هذه فنعم، فقبل رأسه وأطلق معه ثمانين من المسلمين، فلما قدموا على عمر بن الخطاب قام إليه عمر فقبل رأسه، قال: فكان أصحاب رسول الله يمازحون عبد الله فيقولون: قبلت رأس علج، فيقول لهم: أطلق الله بتلك القبلة ثمانين من المسلمين (?).
عند فتح مدينة تستر ببلاد الفرس حاصر صحابة رسول الله ومن معهم من جموع المسلمين المدينة أشهرًا، وشددوا الحصار، وأشرقت نذر الاقتحام والنصر، وأصبحت الفرصة مواتية للظفر قبل الفجر، إلا أنهم لو أقدموا على اقتناصها لفاتتهم صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، فكان اجتهاد الصحابة أن يقتنصوا الفرصة، واقتحموا الحصن، وفتحت تستر -بفضل الله ورحمته- لتصبح إحدى قلاع الإسلام، ومدائنه الشهيرة في آسيا، وصلى المسلمون الصبح يومها بعد أن طلعت الشمس وأشرقت الأرض بنور ربها (?).
وقد ذكر البخاري هذه الواقعة في (باب الصلاة عند مناهضة الحصون ولقاء العدو).
قال أنس: حضرت عند مناهضة حصن تستر عند إضاءة الفجر واشتد اشتعال القتال فلم يقدروا على الصلاة، فلم نصل إلا بعد ارتفاع النهار، فصلينا ونحن مع أبي موسى، ففتح لنا، وقال أنس: وما يسرني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها.
يقول الدكتور زغلول النجار: في مطلع الخمسينيات -وكنت لا أزال شابًا وقتها-