لا طائل تحته، واحذر فضول الكلام، حدث محمد بن سوقة جماعة من زواره قال: ألا أسمعكم حديثا لعله ينفعكم كما نفعني؟ قالوا: بلى، قال: نصحني عطاء بن أبي رباح ذات يوم قال: يا ابن أخي: إن الذين من قبلنا كانوا يكرهون فضول الكلام، فقلت: وما فضول الكلام عندهم؟ فقال: كانوا يعدون كل كلام فضولا ما عدا كتاب الله عز وجل أن يقرأ ويفهم، وحديث رسول الله أن يروى، أو أمرا بمعروف ونهيا عن منكر، أو علما يتقرب به إلى الله، أو أن تتكلم بحاجتك ومعيشتك التي لابد لك منها، ثم حدق إلى وجهي وقال: أتنكرون {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)} [الانفطار: 10 - 11] وأن مع كل منكم ملكين {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} [ق: 17 - 18] ثم قال: أما يستحي أحدنا لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره، فوجد أكثر ما فيها ليس من أمر دينه، ولا أمر دنياه؟! (?)

2 - البدء بالأهم:

بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - إلى أهل اليمن، فقال له: إنك تقدم على قوم أهل

كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عادة الله عز وجل، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوقَّ كرائم أموالهم" (لا تأخذ أفضلها عندما تجمع زكاة أموالهم). [مسلم].

3 - الرفق:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يترع منه إلا شانه" [مسلم].

وروى عن عروة بن الزبير أنه رأى رجلا يصلي صلاة خفيفة، فلما فرغ من صلاته دعاه إليه وقال له: يا ابن أخي، أما كانت لك عند ربك جل وعز حاجة؟ والله إني لأسأل ربي في صلاتي كل شيء حتى الملح (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015