4 - مخاطبة الناس على قدر عقولهم:
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله.
علمني الحلاق:
نفع الله عز وجل بعلم عطاء بن أبي رباح طوائف كثيرة من الناس، منهم أهل العلم المتخصصون، ومنهم أرباب الصناعات المحترفون، ومنهم غير ذلك، حدث الإمام أبو حنيفة النعمان عن نفسه قال: أخطأت في خمسة أبواب من المناسك بمكة فعلمنيها حلاق؛ وذلك أني أردت أن أحلق لأخرج من الإحرام، فأتيت حلاقا، وقلت: بكم تحلق لي رأسي، فقال: هداك الله، النسك لا يشارط فيه، اجلس وأعط ما تيسر لك، فخجلت وجلست، غير أني جلست منحرفا عن القبلة، فأومأ إلي بأن أستقبل القبلة، ففعلت، وازددت خجلا على خجلي، ثم أعطيته رأسي من الجانب الأيسر ليحلقه، فقال: أدر شقك الأيمن، فأدرته، وجعل يحلق رأسي وأنا ساكت أنظر إليه وأعجب منه، فقال لي: ما لي أراك ساكتا؟ كبر، فجعلت أكبر حتى قمت لأذهب، فقال: أين تريد؟
فقلت: أريد أن أمضي إلى رحلي، فقال: صل ركعتين، ثم امض حيث تشاء، فصليت ركعتين، وقلت في نفسي: ما ينبغي أن يقع مثل هذا من حجام إلا إذا كان ذا علم.
فقلت له: من أين لك ما أمرتني به من المناسك؟
فقال: لله أنت، لقد رأيت عطاء بن أبي رباح يفعله، فأخذته عنه، ووجه إليه الناس (?).
5 - عدم اليأس:
قال تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56]، روى أحمد عن رجل من بني مالك بن كنانة، قال: رأيت رسول الله بسوق المجاز يتخللها ولقول: "أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا"، قال: وأبو جهل يحثي عليه التراب، ويقول: لا يغوينكم هذا عن دينكم، فإنما يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى، وما يلتفت إلى رسول الله.