مدرسا للغة العربية والتربية الدينية) لأنه يجمع الأولاد في المسجد، وهو ما لم يتعود الناس عليه، فقال له الناظر: أنا سعيد جدا بهذا المدرس وسأقدم له كتاب شكر على ذلك، فأين لنا المدرس الذي يدرس الدين عمليا في المسجد؟ وحبذا لو كان في كل مدرسة في القطاع مدرس مثله!
ولقد جاء طبيب للناظر وقال: يا عمي قبلنا أن يصلي الولد، وقبلنا أن يذهب للمسجد، أما أن يصوم اثنين وخميس من كل أسبوع فهذا أمر صعب ولا نقبل به. وكانت إجابة الناظر نفس الإجابة الأولى في الموقف السابق (?).
يقول البنا: آمنوا بالله واعتزوا بمعرفته والاعتماد عليه، والاستناد إليه، فلا تخافوا غيره ولا ترهبوا سواه، وأدوا فرائضه واجتنبوا نواهيه، وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات، وكونوا أقوياء بأخلاقكم، أعزاء بما وهب الله لكم من عزة المؤمنين وكرامة الأتقياء الصالحين.
وأقبلوا على القرآن تتدارسونه، وعلى السيرة المطهرة تتذاكرونها، وكونوا عمليين لا جدليين، فإذا هدى الله قوما ألهمهم العمل، وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، وتحابوا فيما بينكم، واحرصوا كل الحرص على رابطتكم فهي سر قوتكم وعماد نجاحكم، واثبتوا حتى يفتح الله بينكم وبين قومكم بالحق وهو خير الفاتحين.
واسمعوا وأطيعوا لقيادتكم في العسر واليسر والمنشط والمكره فهي رمز فكرتكم وحلقة الاتصال فيما بينكم، وترقبوا بعد ذلك نصر الله وتأييده، والفرصة آتية لا ريب فيها {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)} [الروم: 4 - 5] (?).
1 - البعد عن مواضع الخلافات:
يتحدث المسلم إلى الناس في الأمور المتفق عليها حتى لا يتعرض للدخول في جدال