خيل المسلمين، فاشتد الأمر بالمسلمين، فترجل أبو عبيد والناس، ثم مشوا إلى الفرس حتى صافحوهم بالسيوف، ولكن الفيلة ما حملت على جماعة إلا دفعتهم، فقال أبو عبيد: قطعوا الفيلة، ووثبت هو على فيل أبيض فوقع عليه، وفعل المسلمون مثل ذلك فما تركوا فيلا إلا حطوا رحله وقتلوا أصحابه.
وأهوى فيل على أبي عبيد فضربه بالسيف فقطع خرطومه، ولكن الفيل ضرب أبا عبيد، فوقع أبو عبيد ووطئه الفيل وقام عليه، فلما بصر به الناس تحت الفيل، خشعت أنفسهم، وتتابع على أخذ اللواء سبعة أنفس من ثقيف فقاتلوا حتى الشهادة، فأخذ اللواء المثنى بن حارثة الشيباني ولكن بعد أن ذهبت ريح المسلمين، وانكشف أمرهم وبعد بدء تراجعهم على الجسر إلى ضفة الفرات الغربية.
ولما رأى عبد الله بن مرثد الثقفي ما لقي أبو عبيد وخلفاؤه، وما يصنع الناس بادرهم إلى الجسر فقطعه كي لا يتراجع أحد، وقال: يا أيها الناس موتوا على ما مات عليه أمراؤكم.
وحصر الفرس المسلمين إلى الجسر وقد انقطع، فتواثب المسلمون إلى الفرات، ولكن المثنى وفرسانا من المسلمين حمى من بقي منهم.
ولما بلغت الهزيمة عمرقال: اللهم إن كل مسلم في حل مني، أنا فئة كل مسلم.
واقتص المسلمون من الفرس فيما بعد في معركة البويب، وكان النصر، ولكن بعد أن تعلموا أن الاستقلال بالرأي من أسباب الهزيمة.
كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب اليمامة كثير من حفظة القرآن، وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر - رضي الله عنه - بمشاورة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بجمع القرآن حيث جمع من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال، وأسند الصديق هذا العمل العظيم إلى الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري، قال زيد بن ثابت: أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر (كثر) يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم