عن تأخيره فقال: كنت أتمرغ في رياض الجنة؟ فقد بلغنا أن الجنة تحت أقدام الأمهات.
والأبوان المشركان لهما حق البر كالمسلمين، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)} [الممتحنة: 8].
في واقعة إنسانية تعتبر مثالا للرحمة بالوالدين لقي ابن مصرعه بعد أن احتضن أنبوبة بوتاجاز مشتعلة وخرج بها بعيدا عن الشقة لينقذ أمه من الحريق، استيقظ نبيل محمد أحمد (25 سنة) -وهو سائق تاكسي- من نومه مبكرا ودخل المطبخ ليعد وجبة الإفطار له ولأمه التي كانت في صالة الشقة، وعندما أشعل الثقاب اكتشف أن الأنبوبة بها تسرب، واشتعلت النيران بالأنبوبة، وشاهدت أمه النيران فصرخت .. وقال الابن قبل وفاته إنه عندما شاهد الأنبوبة مشتعلة خاف على أمه من الحريق فاحتضن أنبوبة البوتاجاز وخرج بها من الشقة (?).
ومن الرحمة بالوالدين: إكرامهما وعدم رفع الصوت عليهما، وعدم مقاطعتهما أثناء الكلام، وعدم الخروج من الدار إلا بإذنهما، وتقبيل أيديهما، ومخاطبتهما بلطف، والنهوض لهما إذا دخلا عليه، وعدم إزعاجهما إذا كانا نائمين، وعدم تفضيل الزوجة والولد عليهما، وعدم مد اليد إلى الطعام قبلهما، وعدم النوم وهما جالسان إلا إذا أذنا بذلك، وعدم مد الرجلين أمامهما، وعدم المشي أمامهما، وإكرام أصحابهما في حياتهما وبعد موتهما، وعدم مصاحبة إنسان غير بار بوالديه، والدعاء لهما.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رجلا أتى النبي فقال: إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي توبة؟ فقال: "هل لك من أم؟ " قال: لا، فقال: "هل لك من خالة؟ " قال: نعم، فقال: "فبرها إذًا" [رواه الترمذي].
وعن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه فقال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله، إنهم الأعراب وإنهم يرضون باليسير، فقال عبد