الله بن عمر رضي الله عنهما: إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب وإنى سمعت رسول الله يقول: "إن أبر البر صلة الولد أهل وفى أبيه" [رواه مسلم].
فيجب صلة الرحم وإكرامهم ومساعدتهم في الشدائد، ومشاركتهم في الأفراح والأحزان.
وجاءت امرأة إلى أبي حنيفة بثوب من الحرير لتبيعه له فقال لها: كم ثمنه؟
قالت: ثمنه مائة درهم.
فقال: كلا إنه يساوي أكثر من مائة درهم، فتعجبت المرأة من هذا المشتري الذي يرفع السعر الذي يشتري به، وأخذت تزيد في الثمن مائة بعد مائة، حتى قالت: إذن فخذه بأربعمائة درهم.
فقال: إن ثمنه أكثر من ذلك.
فقالت: أتهزأ بي؟
قال: هات رجلا يقدر لنا ثمنه، فذهبت وأحضرت رجلا، فقال لها: هو بخمسمائة درهم، فاشتراه أبو حنيفة بهذا الثمن.
دخلت فاطمة على عمر بن عبد العزيز فوجدته واضعا خده على يده جالسا في مصلاه ودموعه تسيل على خديه، فقالت: ما بالك؟
فقال: ويحك يا فاطمة! لقد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت، ففكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد، فخشيت ألا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت.
فتذكر إخوانك المحاصرين في أرض فلسطين، لا يجدون طعاما ولا شرابا، اسأل الله لهم النصر على أعدائهم.