وضع زين العابدين على المغتسل نظر غاسلوه، فوجدوا في ظهره آثار السواد، فقالوا: ما هذا؟ فقيل لهم: إنه من آثار حمل أكياس الدقيق إلى مائة بيت في المدينة ففقدت عائلها بفقده.
اجتهد في تقديم مساعدة للفقراء والمساكين ولا تخبر أحدا بهذا، واحتسب أجرك عند الله.
قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.
وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
وقال الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان التركستاني: ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه.
وكان ابن عمر إذا فاتته صلاة الجماعة صام يوما، وأحيا ليلة، وأعتق رقبة.
وعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز قالت: ما رأيت أحدا أكثر صلاة ولا صياما منه، وكان يصلي العشاء، ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه، ثم ينتبه، فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه، ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة، فينتفض كما ينتفض العصفور من الماء ويجلس يبكي.
وعن أحمد بن حرب قال: يا عجبا لمن يعرف أن الجنة تُزين فوقه، والنار تسعر تحته، كيف ينام بينهما؟
وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطا في مسجد بيته يخوف به نفسه.
وكان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفن بك زحفا حتى يكون الكلل منك لا مني.
وكان يقول: أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاما حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالا.
وقال هشيم تلميذ منصور بن زادان: كان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب، ما كان عنده زيادة في العمل.
وكان صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام، وبلغ من الاجتهاد ما لو