فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي: انظر هكذا وهكذا، فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك، ومع هؤلاء سبعون ألف يدخلون الجنة بغير حساب" فتفرق الناس ولم يبين لهم، فتذاكر أصحاب النبي فقالوا: أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام عكاشة بن محصن، فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: "نعم"، فقام رجل آخر فقال: أمنهم أنا يا رسول الله؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "سبقك بها عكاشة" [رواه البخاري].
احرص ألا يأتي أحد يوم القيامة أفضل عملا منك، وتذكر الفردوس الأعلى وما أعده الله للصالحين فيه.
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر: "لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، فبات الناس يدوكون (يخوضون في الحديث) ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب؟ " فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال:"فأرسلوا إليه" فأتى به فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه ودعا له فبرأ حتى كان لم يكن به وجع فأعطاه الراية حتى قال عمر: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فلما أصبح أعطاها الرسول عليا ففتح الله على يديه [رواه مسلم].
وعن ربيعة بن كعب قال: كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي:"سلني"، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "أو غير ذلك؟ " قلت: هو ذاك، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود" مسلم.
إذا سمعت خطبة الجمعة أو أي موعظة اسأل نفسك: ماذا استفدت منها؟
واخرج منها بواجب عملي في حياتك.
كانت جماعات كثيرة من أهل المدينة تعيش وهي لا تدري من أين يأتيها رزقها ليلا، فلما مات علي بن الحسين، فقد هؤلاء ما كان يأتيهم من رزق ليلا، فعرفوا مصدره، ولما