قال: ليس عندي يا عمة، ولو كان عندي لفعلت.

قالت: يا أمير المؤمنين كان عمك عبد الملك يجري عليَّ كذا وكذا، ثم كان أخوك الوليد فزادني، ثم وُليت أنت فقطعته عني.

قال: يا عمة، إن عمي عبد الملك، وأخي الوليد، وأخي سليمان كانوا يعطونك من مال المسلمين، وليس ذاك المال لي فأعطيكه، ولكني أعطيك مالي إن شئت.

قالت: وما ذاك، يا أمير المؤمنين؟

قال: عطائي مائتا دينار، فهو لك؟

قالت: وما يبلغ مني عطاؤك؟

قال: فليس أملك غيره يا عمة.

قالت: فانصرفت عنه.

الآن طاب لي أكله

أتت عمر بن عبد العزيز سلتا رطب من الأردن، فقال: ما هذا؟

قالوا: رطب بعث به أمير الأردن. قال: علام جيء به؟

قالوا: على دواب البريد. قال: فما جعلني الله أحق بدواب البريد من المسلمين، أخرجوهما، فبيعوهما، واجعلوا ثمنهما في علف دواب البريد. فغمزني ابن أخيه فقال لي: اذهب، فإذا قامتا على ثمن، فخذهما علي.

قال: فاخرجتا إلى السوق فبلغتا أربعة عشر درهمًا، فأخذتهما، فجئت بهما إلى ابن أخيه، فقال: اذهب بهذه الواحدة إلى أمير المؤمنين. وحبس لنفسه واحد، قال: فأتيته بهما، فقال: ما هذا؟

قلت: اشتراهما فلان ابن أخيك، فبعث إليك بهذه، وحبس لنفسه الأخرى.

قال: الآن طاب لي أكله.

محمد بن واسع

ظل محمد بن واسع الأزدي يجاهد المشركين تحت راية يزيد بن المهلب حتى اقترب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015