خروجا وأولهم دخولا (?).
وكان القاضي حسين بن محمد بن عبد الوهاب قد ثقل آخر عمره، فكان يخرج لصلاة الجماعة يتهادى بين رجلين حتى يقام في الصف وله من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة (?).
وقال ابن الخطيب: بقي الحفار الغرناطي نحوا من عامين أو أزيد يخرج للصلوات الخمس يهادي بين رجلين لشيء كان برجله حتى كان بعض أصحابه يقول: الحفار حجة الله على من لم يحضر الجماعة.
وقال إبراهيم الكينعي: صلى حاتم الحملاني زهاء أربعين سنة إماما، ما ترك صلاة واحدة في جماعة، ولا سجد للسهو في جميع هذه المدة إلا ست مرات، وكان لا يدع البكاء في الصلاة مطلقا، وقبضت روحه وهو يصلي.
وروى ابن سعد، عن عبد الرحمن بن السور بن مخرمة، قال: جاء عمر إلى سعيد بن يربوع، إلى منزله، فعزاه بذهاب بصره، وقال: لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول الله، قال: ليس لي قائد، قال: فنحن نبعث إليك بقائد، فبعث إليه بغلام من السبي.
وقال ثابت بن الحجاج: خرج عمر بن الخطاب إلى الصلاة، فاستقبل الناس، فأمر المؤذن فقام وقال: والله لا ننتظر لصلاتنا أحدا، فلما قضى صلاته، أقبل على الناس، ثم قال: ما بال أقوام يتخلفون، يتخلف بتخلفهم آخرون، والله لقد هممت أن أرسل إليهم فيجأ (يضرب) أعناقهم، ثم يقال: اشهدوا الصلاة.
عبد الله بن الزبير بن العوام كان يسمى حمام المسجد .. الربيع بن خثيم كان يقول: إني لآنس بصوت عصفور المسجد من أنسي بزوجتي، وكان -رحمه الله- بعدما سقط شقه يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبد الله بن مسعود يقولون: يا أبا يزيد، قد رخص الله لك، لو صليت في بيتك فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته