يحقر مبتدئاً.
والعنف من العالم، أو المعلم ربما أفضى بالمتعلم إلى هجر مجالس العالم بسبب القسوة، أو استصغاره للمتعلم؛ لهذا "عليه أن يحذر كل الحذر من إظهار الضيق والتبرم لأحدٍ من طلبته، فقد يحدث أن يبدر من بعض الطلبة، أو من أحد منهم سوء أدب في حق الشيخ، أو تخطئة له في مسألة ما، فيجد الشيخ عليه في نفسه ولا يغفرها له، وتكون معاملته لذلك الطالب فيها نوع جفاء، وهذا فيه محاذير شرعية كثيرة، منها أن ذلك الجفاء قد ينعكس أثره على الطالب، فيحدث له ما لا تحمد عقباه، من هجر للعلم وحلقاته، بل قد يتعدى الأمر إلى هجر الخير وأهله.
وعلى هذا، فليجتهد في إصلاح خلل تلميذه بما يراه مناسباً من الطرق والأساليب [التربوية]، قاصداً الإصلاح ما استطاع، وسيجعل الله بعد عسر يسراً" (?).
فالواجب على العقلاء معاملة الطلاب بالسهولة واللين، واللطف في القول والعمل، وإن أراد تأديبه فالرفق ما كان في شيءٍ إلا زانه (?).
قال الإمام الآجري -رحمه الله-: "وإن كان له مجلس قد عُرف بالعلم ألزم نفسَه حُسنَ المداراةِ لمَن جالسه، والرفق بمن ساءَلَه، واستعمالَ الأخلاق