مظاهر الكبر

هناك مظاهر وسمات تظهر على المتكبر في صفاته وحركاته وسكناته تدل على ما وصل إليه من الكبر والعجب بالنفس والازدراء للآخرين ومن ذلك:

- أن يحب قيام الناس له أو بين يديه:

وقد قال علي رضي الله عنه: (من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى رجل قاعد وبين يديه قوم قيام)

وقال أنس رضي الله عنه: (لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهته لذلك) (?).

- أن لا يمشي إلا ومعه غيره يمشي خلفه

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (لا يزال العبد يزداد من الله بعدا ما مشي خلفه) (?).

وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لا يعرف من عبيده إذ كان لا يتميز عنهم في صورة ظاهرة.

ومشى قوم خلف الحسن البصري فمنعهم وقال ما يبقي هذا من قلب العبد.

- أن لا يزور غيره وإن كان يحصل من زيارته خير لغيره في الدين وهو ضد التواضع

روي أن سفيان الثوري قدم الرملة فبعث إليه إبراهيم بن أدهم أن تعال فحدثنا فجاء سفيان فقيل له يا أبا إسحاق تبعث إليه بمثل هذا فقال أردت أن أنظر كيف تواضعه

- أن يستنكف من جلوس غيره بالقرب منه إلا أن يجلس بين يديه والتواضع خلافه

قال ابن وهب: جلست إلى عبد العزيز بن أبي رواد فمس فخذي فخذه فنحيت نفسي عنه فأخذ ثيابي فجرني إلى نفسه وقال لي: لم تفعلون بي ما تفعلون بالجبابرة وإني لا أعرف رجلا منكم شرا مني.

وقال أنس ((كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينزع يده منها حتى تذهب به حيث تشاء)) (?).

- أن يتوقى من مجالسة المرضى والمعلولين ويتحاشى عنهم وهو الكبر

(دخل رجل وعليه جدري قد تقشر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من أصحابه يأكلون فما جلس إلى أحد إلا قام من جنبه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه) (?).

(وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا يحبس عن طعامه مجذوما ولا أبرص ولا مبتلى إلا أقعدهم على مائدته).

- أن لا يتعاطى بيده شغلا في بيته والتواضع خلافه

روي أن عمر بن عبد العزيز أتاه ليلة ضيف وكان يكتب فكاد السراج يطفأ فقال الضيف أقوم إلى المصباح فأصلحه فقال ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه قال أفأنبه الغلام فقال هي أول نومة نامها فقام وأخذ البطة وملأ المصباح زيتا فقال الضيف قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين فقال ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء وخير الناس من كان عند الله متواضعا.

- أن لا يأخذ متاعه ويحمله إلى بيته وهو خلاف عادة المتواضعين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

وقال علي رضي الله عنه: (لا ينقص الرجل الكامل من كماله ما حمل من شيء إلى عياله) وكان أبو عبيدة ابن الجراح وهو أمير يحمل سطلا له من خشب إلى الحمام.

- أن يميز في إجابة الدعوة بين الغني والفقير, فتراه يسارع في إجابة دعوة الغني إذا دعاه ويستنكف من إجابة دعوة الفقير (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015