كان النبي صلى الله عليه وسلم قنوعاً زاهداً، فكان من أبعد الناس عن ملذات الدنيا وأرغبهم إلى الآخرة، وقد خيره ربه جل وعلا بين الدنيا وأن يعيش فيها ما شاء، وبين الآخرة، فاختار الآخرة وما عند الله، وخيره أن يكون ملكاً نبياً أو عبداً نبياً، فاختار أن يكون عبداً نبيناً.
- قال عمر رضي الله عنه: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: ما يبكيك يا ابن الخطاب قلت: يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك، فقال: يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟، قلت: بلى، قال: ودخلت عليه حين دخلت، وأنا أرى في وجهه الغضب، فقلت: يا رسول الله، ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن، فإن الله معك، وملائكته، وجبريل، وميكائيل، وأنا، وأبو بكرٍ، والمؤمنون معك، وقلما تكلمت وأحمد الله بكلامٍ، إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول .. )) (?).
- وعن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، واخلف على كل غائبة لي بخير)) (?).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت لعروة: ((ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم، فيسقيناه)) (?).
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم ارزق آل محمد قوتاً)) (?).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ((كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدم وحشوه ليف)) (?).
- وعن قتادة- رضي الله عنه- قال: ((كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط)) (?).
- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته ففني)) (?).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت، في يوم واحد، مرتين)) (?).
- وعن أنس- رضي الله عنه- قال: ((لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزا مرققا حتى مات)) (?).
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان لي مثل أحد ذهبا ما يسرني أن لا يمر علي ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين)) (?).
- وعن عروة؛ عن عائشة- رضي الله عنهما- قالت: ((ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر)) (?).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: ((ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير، يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم)) (?).
- وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ((ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض)) (?).