• مستند الإجماع:
1 - عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال: "اغزوا باسم اللَّه في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال -أو خلال- فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. . . " (?).
• وجه الدلالة: أن فعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لذلك دليل على استحباب بذل الوصية لأمراء الجيش وأمرهم بتقوى اللَّه، وأمر الناس بطاعتهم حتى لا يختلف أمرهم (?).
2 - أن توصية أمراء الجيوش سنة مضى عليه الخلفاء الراشدون، وأئمة الإسلام من السلف الصالح حيث حفظ لنا التاريخ جملة من تاك الوصايا نورد منها ما يلي:
1 - أن أبا بكر الصديق -رضي اللَّه عنه- أوصى يزيد بن أبي سفيان -رضي اللَّه عنه- حين وجهه إلى الشام، فقال: "يا يزيد! سر على بركة اللَّه، فإذا دخلت بلاد العدو؛ فكن بعيدًا من الحملة؛ فإني لا آمن عليك الجولة، واستظهر في الزاد، وسر بالأدلاء، ولا تقاتل بمجروح؛ فإن بعضه ليس معه، واحترس من البيات. . واقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى اللَّه عز وجل في سرائرهم، ولا تجسسن عسكرك فتفضحه، ولا تهملنه فتفسده. وأستودعك اللَّه الذي لا تضيع ودائعه" (?).
ب- وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص -رضي اللَّه عنهما- ومَن معه من الأجناد: "أما بعد فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى اللَّه على كل حال؛ فإن تقوى اللَّه أفضلُ العدَّة على العدوّ، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمُرك ومن معك أن تكونوا أشدّ احتراسًا من المعاصي منكم من عدوّكم، فإن ذنوب الجيش أخوفُ عليهم من عدوّهم، وإنما يُنصَرُ المسلمون بمعصية عدوّهم للَّه، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة