وقد اندمج في هذه الحملة نفر غيل قليل من مشاهير الصحابة وأولادهم، وسمى هذا الجيش "جيش العبادلة" لاشتراك عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن زيد ابن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن أبي بكر الصديق، وأخيه عبد الرحمن، وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم1. وكانوا جميعا شبابا في السن الباكرة -رضي الله عنهم أجمعين.

ولما وصلت تلك القوات إلى عبد الله بن سعيد بن أبي سرح في مصر تولى القيادة عليها، وجمع إليها ما كان لديه من الجند، فصار له جيش عدته -باتفاق المؤرخين- عشرين ألفان فاستخلف على مصر الصحابي عقبة بن عامر الجهني، ومضى هو إلى إفريقية2.

معركة سبيطلة وانتصار المسلمين "27-28هـ/ 647-648م":

كان حاكم المغرب "جريجوريوس" الأرمني "ويسميه العرب جرجير" قد انفصل عن الإمبراطورية البيزنطية، واستقل بحكم بلاد المغرب كلها "سنة 646م" وكان سلطانه ما بين طرابلس إلى طنجة" كما يقول ابن عبد الحكم3. ولما كان مقامه بقرطاجنة -وهي المدينة البحرية الهامة- يعرضه لخطر الأسطول البيزنطي الذي كانت له السيطرة حتى ذلك الوقت على البحر فإنه فضل أن يكون بأمن في الدخل، واختار المقام في "سبيطلة"، وهي مدينة كبير وحصينة، ولها أهمية خاصة في ذلك الوقت، باعتبارها واحدة من سلسلة المدن التي تكون خط الدفاع الثاني الذي أقامته بيزنطة للدفاع عن البلاد ضد ما يتوقعه الروم من هجمات البربر. وتقع على الطريق الذي يؤدي من السهل الساحلي "سهل تونس" إلى جبال الأوراس، وقريبة من المنطقة التي ستبنى فيها مدينة "القيروان" بينهما سبعون ميلا، وبينها وبين قرطاجنة مائة وخمسون ميلا4 "راجع موقعها على الخريطة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015