(Kremer عز وجل. H. Muller) ومن إليهما فى محاولاتهم التى رموا بها إلى جعل هذه البداية حوالى نهاية القرن الأول قبل الميلاد؛ ولم يشأ كليزر (المصدر المذكور، ص 38) أن يقطع بأنها كانت حوالى سنة 70 قبل الميلاد، ذلك أنه يقول إنها حدثت "فى تاريخ تال لسنة 175 قبل الميلاد، بيد أنها لم تحدث على التحقيق بعد مولد المسيح عليه السلام، ثم يزيد بأن ثمة ما يغرينا على اتخاذ سنة 115 قبل الميلاد بداية لحكم بن حمير، على أن من العلماء من يعترض على هذا القول (ص 31 وما بعدها،

وكذلك ويبر صلى الله عليه وسلمrabien vor dem Islam: Weber، ص 33؛ هومل Geschichte des alten Morgenlandes Sammlung Goschen: Hommel، ليبسك 1908، ص 148 ومن ثم تنهار الأقوال التى ذهب إليها كل من شبرنجر (المصدر المذكور ص 76 وما بعدها، 225) ودلمان (المصدر المذكور ص 204) وهارتمان (المصدر المذكور ص 469، التعليق 1) من أن قيام سلطان بنى حمير وحملة الرومان كانا متعاصرين، بل ينهار أيضا ما ذهبوا إليه من أن ثمة علاقة سببية بينهما.

ونجد إشارة أخرى إلى مملكة بنى حمير فى بليناس جـ 6، ص 104 intus oppidum regia eius, appellatur Sapphar أى أن Sapphar = ظفار وهى قصبة بنى حمير) على أننا نستبين من روايته أن بنى سبأ كان لهم بعد أيام جوبا شأن ومقام، بالرغم من أنهم كانوا قد فقدوا سيادتهم على جنوب بلاد العرب، ولم تكن رقعة الأرض التى يحكمونها أصغر مساحة من تلك التى كانوا يحكمونها أيام إرانوستينيس؛ أما عن المسائل الأقل من ذلك أهمية فحسبنا فى هذا المقام أن نقول إننا نجد فى إشارات بليناس (جـ 6، ص 161) إلى حياتهم الاقتصادية وثروتهم المصطلح agrorum rigua ويؤيده ما ورد فى النقوش عن نظم الرى القديمة فى جنوب بلاد العرب (الآبار والقنوات والسدود وصهاريج الماء) وما ورد فى روايات الهمدانى عن الرى (انظر ما يلى). أما عبارة mellis ceraeque proventus (انظر استرابون، جـ 16، القسم 4، الفصل 2) التى ذكرها بليناس بعد ذلك مباشرة فتتفق والحقيقة المعروفة، وهى أن جل المناطق الجبلية فى جنوب بلاد العرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015