الجديد في يوغوسلافيا بإجراءات ثورية- أن استُغلت المصادر الطبيعية في البوسنة والهرسك استغلالا تامًّا نتيجة لازدياد تصنيع البلاد. فقد أقيمت منذ سنة 1945 م- ولا تزال تقام- مشروعات صناعية عديدة ومؤسسات، وتبنى محطات مائية وأخرى حرارية، صغيرة وكبيرة، لتوليد الكهرباء. وأدخلت الوسائل العصرية على صناعة التعدين، واتسعت. وبلغ مقدار ما استثمر في الصناعات والتعدين في البوسنة والهرسك ما بين سنتى 1947 - 1954 م مبلغ 236.494 مليون دينار أي ما يعادل 61.3 % من مجموع الأموال المستثمرة. وكان لا بد من ضبط سياسة التوظيف المالى وإدخال بعض تغييرات طفيفة عليه بعد هذه الجهود المركزة للتصنيع. وبلغ مجموع الأموال الموظفة في سنة 1957 م: 75.667 مليونًا، أنفق منها على الصناعة والتعدين مبلغ 33.846 مليونًا. وانعكست نتيجة هذا التصنيع السريع على الإحصائيات الرسمية الخاصة بمعدل السكان الزراعيين في البوسنة والهرسك على النحو التالي:
السنة - يعملون في الزراعة والأحراج وصيد الأسماك - يعملون في حرف أخرى
1895 - 88.4 - 11.6
1910 - 86.6 - 13.4
1931 - 83.4 - 16.5
1948 - 86.7 - 33.3
1953 - 63.5 - 36.5
وكان معدل النمو في الفروع الأخرى من الاقتصاد القومى أقل سرعة. وخاصة في الانتفاع بالأراضى الزراعية وتربية الماشية والأغنام. ولكن الميل الحديث يتجه الآن في السياسة الزراعية إلى زيادة التوكيد على فلاحة الأرض وأنماط أخرى في الزراعة. وفي سنة 1957 كان مقدار ما في البوسنة والهرسك من الأراضي الزراعية 2.613.000 هكتار، منها 64.7 % صالحة للزراعة والباقي مراعٍ وتلال معشوشبة ومستنقعات وآجام (0.1 %).
أما من حيث المواصلات، فما زالت البوسنة والهرسك تعانى نتائج الأحوال المعاكسة السابقة، وبخاصة في شبكة المخطوط الحديدية. فقد كان في البلاد سنة 1159 م: 2.111 كليو مترًا من السكك الحديدية منها 1.339 كيلو مترًا