392؛ القُشيرى: الرسالة، ص 113 - 114؛ ابن الجوزي: المنتظم، جـ 8، ص 77، التنوخى: الفرج بعد الشدة، جـ 2، ص 180).
وكان لهم نظام في القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادي)، ومن الألقاب التي كانت تطلق على زعمائهم، المتقدم والقائد والأمير، وكانوا يقيمون حفلات خاصة عند دخول أحد في زمرتهم (انظر المنتظم، جـ 8، ص 49، 151، 178؛ مسكويه، جـ 2، ص 306؛ القشيرى: المصدر المذكور، ص 113؛ التنوخى: الفرج، جـ 2، ص 109). وعلى كل حال فقد انقسموا إلى شيعة وسنية (ابن الجوزي: المنتظم، جـ 8، ص 78 - 79).
وحرص العيارون على أن يبقى الناس في فزع مستمر على حياتهم وأموالهم. وفرضوا مكوسًا على التجار في الأسواق وعلى المارة في الطرقات وسلبوا عابرى السبيل ودأبوا على اقتحام البيوت بالليل ونشروا يد التخريب بحد السيف والنار، وأحرقوا كثيرًا من الأحياء والأسواق وبخاصة باب الطاق وسوق يحيى (في شرقي بغداد) والكرخ، لأنها كانت وقفًا على الأثرياء. واضطر الناس إلى اغلاق بوابات حاراتهم، ولزم التجار جانب الحذر بالليل. وأدى الإخلال بالنظام والسلب والنهب إلى ارتفاع الأسعار (ابن الجوزي: المنتظم، جـ 7، ص 151، 220؛ جـ 8، ص 21 - 22، 44، 47 - 50، 54 - 55، 60، 72 - 75، 79، 87، 142، 161). ودعا واعظ ربه عام 421 هـ (1030 م) فقال: رباه! خلّص البلاد من الدهماء والرعاع. (ابن الجوزي: المنتظم جـ 8، ص 44). وكان البُرْخمى، وهو مقدم عيارين قبيح الصيت، يحكم بغداد في الواقع أربعة أعوام من سنة 422 - 225 هـ (1030 - 1033 م). وأعمل فيها يد السلب والنهب (المصدر السابق، ص 75 - 76). وكانت الحكومة حيالهم لا حول لها ولا طول (انظر ص 49)، وتركوا وشأنهم، يفرضون الإتاوات والمكوس اتقاء شرهم (المصدر المذكور، ص 78) وهجر خلق كثير أحياءهم ورحلوا عنها طلبًا للنجاة (المصدر المذكور، ص 142). وظل العيارون ينشرون الرعب