والفزع حتى قيام السلاجقة (المصدر المذكور، ص 161).
وفي عام 447 هـ (1055 م) دخل طُغْرِل بك بغداد. وانتهج السلاجقة السيَاسة تخالف على طول الخط السياسة التي سار عليها بنو بويه، وشجعوا أهل السنة (انظر كتاب أبي المحاسن، جـ 5، ص 59). واستولى البساسيرى، أحد العصاة، على بغداد عام 450 هـ (1058 م). باسم الفاطميين (انظر كتاب أبي الفداء، جـ 2، ص 186؛ ابن القلانسى، ص 87)، وهزمته قوات السلاجقة ولقى حتفه على يديها عام 451 هـ (1059 م؛ أبو الفداء، جـ 2، ص 187 - 188). واتخذت بغداد في هذا العهد، صورة لم تتغير بعد ذلك إلا قليلا.
ووسع طُغْرل بك عام 448 هـ (1056 م) رقعَة دار الإمارة، وهدم الكثير من المنازل والحوانيت، وأعاد بناء الدار وأحاطها بسور (ابن الجوزي، جـ 8، ص 169). وأحرقت عام 450 هـ (1058 م) عن آخرها وأعيد بناؤها (ابن الجوزي: المنتظم، جـ 7، ص 778) واصبحت تعرف باسم دار المملكة.
وأعيد بناؤها عام 509 هـ (1115 م) بيد أنها احترقت قضاء وقدرًا عام 515 هـ (1121 م) وشيدت بدلا منها دار جديدة (ابن الجوزي: المناقب، ص 16: المنتظم، جـ 9، ص 223). ووسع ملكشاه مسجد المخرم القريب من القصر وأعاد بناءه عام 484 هـ 1091 م) وأطلق عليه منذ ذاك اسم جامع السلطان؛ ورمم عام 502 هـ (1108 م؛ ابن الجوزي: المنتظم، جـ 9، ص 159). وتم بناؤه آخر الأمر عام 524 هـ (1129 م؛ أبوالفداء، جـ 2، ص 211، ابن الجوزي المناقب، ص 23؛ أبو المحاسن، جـ 5، ص 135).
وتركزت الحياة في شرقي بغداد حول قصور الخليفة. وشجع المقتدى (467 - 487 هـ = 1074 - 1094 م) البناء؛ وازدهرت الأحياء الواقعة حول القصور- مثل البَصليَّة والقطيعة والحلبة والأجمة إلخ. كما شيد أيضًا دار الشاطئية بجوار قصر التاج القديم (ابن الجوزي: المنتظم، جـ 8، ص 293؛ ابن الأثير، جـ 10، ص 156؛ انظر le Strange، ص 253؛ ابن الفوطى، ص