(3/ 3)
• ومن مواعظ أمير المؤمنين، الإمام الفصيح، أبي الحسن عليِّ بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه - قوله (?):
«خذوا منِّي هذه الكلمات الخمس؛ فإنَّكم -والله - لو ركبتم المطيَّ حتى تنصبوها، ما أدركتم مثلهنَّ:
لا يرجونَّ عبدٌ إلا ربَّه، ولا يخافنَّ إلا ذنبه، ولا يستحي إذا سُئل عمَّا لا يعلم أن يقول: لا أعلم، ولا يستحي أن يتعلَّم إذا لم يعلم، وإنَّ الصَّبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ لا خير في جسدٍ لا رأس له».
خمس كلماتٍ عليها أثارةٌ من النبوَّة:
أوَّلها: تذكير العبد بالتعلُّق بمن بيده مقاليد السموات والأرض، وأزمَّة الأمور، فإليه المُنتهى والرغبة، ولا حول ولا قوة إلا به.
ولكأنَّك - وأنت تقرأ هذه الوصيَّة- تتذكَّر وصية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس رضي الله عنهما حين أردفه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - معه على حمارٍ، وأوصاه بجملةٍ من الوصايا، والتي منها: «واعلم أنَّ الأمَّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيءٍ، لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام،