(أصلَّى النَّاس؟)، ثمَّ يغمى عليه ثمَّ يفيق، ثم يعيد السؤال (أصلَّى النَّاس؟) (?).
وها هو الفاروق يعيد السيرة، وينتهج ذات المنهج! فيعظنا قولًا وعملًا: «لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة»، وأمَّا موعظته العمليَّة، فحين صلَّى والجرح يثعب دمًا!
إنَّ هذا الموقف ليهدى للذين يقصِّرون في الصلاة لأدنى سببٍ، أو يصرُّون على تركها - عياذًا بالله! - وأيُّ دينٍ يبقى إذا سقط ركنه؟!
• وقال الفاروق - رضي الله عنه - (?):
«تفقَّهوا قبل أن تسوَّدوا».
هذه موعظةٌ عظيمةٌ قالها الفاروق - رضي الله عنه -، رواها البخاريُّ في صحيحة تعليقًا وعقَّب عليها بقوله:
«وبعد أن تسوَّدوا، وقد تعلَّم أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في كبر سنِّهم».
«وإنما عقَّبه البخاري بقوله: «وبعد أن تسوَّدوا»؛ خشية أن يفهم أحدٌ من ذلك أنَّ السيادة مانعةٌ من التفقُّه، وإنَّما أراد عمر أنَّها قد تكون سببًا للمنع؛ لأنَّ الرئيس قد يمنعه الكبر والاحتشام أن يجلس مجلس المتعلِّمين.
وقال الشافعي: إذا تصدَّر الحدث، فاته علمٌ كثيرٌ.
وقد فسَّره أبو عبيدٍ فقال: تفقَّهوا وأنتم صغارٌ قبل أن تصيروا