العلاقات الاجتماعيَّة- ما لم تقم على اغتفار الزلَّات، واحتمال الهفوات، فلن يصبر أحدٌ على أحدٍ، ولن تدوم علاقةٌ على وجه الأرض، لكن يبقى الوفاء، ويبقى احتمال الأخطاء، والسعي في تقويمها، والثناء على الأخلاق الحسنة؛ فبذلك تذهب الملالة، وتستمرُّ الحياة.
وثالثة المعاني التي ذكرها عمرٌو - رضي الله عنه - في موعظته: قوله: «ولا أملُّ دابَّتي ما حَمَلَتْني». قارن هذا بمن آتاه الله مالًا، فهو يغيِّر سيارته في أوقاتٍ قصيرةٍ ويتتبَّع «الموديلات» الجديدة!
وقد يقول قائلٌ: وما الضَّير في ذلك؟ وقد آتاه الله مالًا؟
فالجواب: أنَّ تعليل عمرٍو في آخر موعظته يوضِّح هذا: «إنَّ الملال من سيِّاء الأخلاق»، فلئن كان اليوم مقتدرًا، فقد لا يكون غدًا كذلك، ولئن تتبَّع طبعه الملول، فسيذهب وقته وماله في تتبُّع الكماليات.
كما أنَّ الملول من الناس لا يصلح أن يقود، ولا أن يتسنَّم الأعمال الكبار، بل إنَّ سرعة الملل تحرم الإنسان من أنواعٍ كثيرةٍ من الخير، ومن أدار بصره في الواقع، أدرك هذا جيِّدًا، وبلا عناءٍ.
* * * *
ومن مواعظ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قوله (?):
• «ثلاثٌ لا أناة فيهنَّ: المبادرة بالعمل الصالح، ودفن الميِّت، وتزويج الكُفْءِ».
العرب كانت تذمُّ العجلة، وتمسيِّها أمَّ الندامات، لكن جاء الإسلام