• لقد رويت عن عمرٍو - رضي الله عنه - بعض المواعظ؛ ومنها (?):
«لا أملُّ ثوبي ما وسعني، ولا أملُّ زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أملُّ دابَّتي ما حَمَلَتْني؛ إنَّ الملال من سيِّاء الأخلاق».
هذه الموعظة من عمرٍو - رضي الله عنه - تُشكِّل قاعدةً من قواعد السعادة لمن تأمَّلها؛ فإنَّ المُلاحظ أنَّ بعض الناس يصنع في حياته ألوانًا من التعاسة؛ بسبب كثرة ملالته، وسيطرة هاجس التجديد المتكرِّر، وغلبة النظرة المثاليَّة في حياته، وفي علاقاته الاجتماعيَّة، وفي أثاثه ومُقتنياته!
فأمَّا المقتنيات، فعبَّر عنها عمرٌو بالثوب، فهو لا يملُّ من لبسه والاكتساء به، ما دام يسعه ولا يشينه.
وبعض الناس- لملالته- لا يكاد يبقى في يده مالٌ إلا بدَّده في ثوبٍ جديدٍ، أو أثاثٍ جديدٍ، أو ترميماتٍ لبيته، دون حاجةٍ تُذكر لذلك!
وفي شأن الزواج يقول: «ولا أملُّ زوجتي ما أحسنت عشرتي»!
إنَّها النظرة المعتدلة لحقيقة العلاقة الزوجيَّة، وليست النظرة المثاليَّة، التي تحمل بعض الناس على التبرُّم من الزوجة لأدنى تقصيرٍ، أو طلب التعدُّد وكثرة الطلاق دون معنًى مُعتبرٍ، وكأنَّه كاملٌ في أخلاقه وطباعه!
فعمرٌو - رضي الله عنه - يرى أنَّ العلاقة الزوجيَّة تستقيم بالقدر الأدنى، الذي عبَّرت عنه تلك القاعدة النبويَّة في الحياة الزوجيَّة، التي قرَّرها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنةً؛ إن كره منها خلقًا، رضي منها آخر) (?)؛ لأنَّ عمرًا - وهو الرجل الذي مُلئ عقلًا - يُدرك أنَّ الحياة الزوجيَّة - وسائر