بانكسار السفينة؛ لأنَّها إذا غرقت غرق معها خلقٌ كثيرٌ، وإذا ثبت وصحَّ أنَّ العالم يخطئ ويَزِلُّ، لم يجز لأحدٍ أن يفتي ويدين بقولٍ لا يعرف وجهه) (?). أهـ.
فالواجب علينا جميعًا تجاه ما يبلغنا من زلاتٍ عن العلماء أمورٌ، ألخِّصها فيما يلي:
1 - التثبُّت فيما ينقل عنهم، فما أكثر الكذب عليهم! خاصةً في عصرنا الذي كثرت فيه وسائل نقل الأخبار!
2 - فإذا ثبتت عنه، فالاتِّصال به، أو تبليغ من يمكنه التواصل معه لمعرفة وجه قوله؛ فقد يكون له عذرٌ ونحن لا نعلمه، أو نُقل الكلام عنه مبتورًا.
3 - إن ثبت أنَّه قال، ولم يكن لقوله وجهٌ، فلا يقلَّد فيها، بل تغمر هذه الزلَّة في بحر حسناته، ولا يجوز إهدار منزلته وفضله، قال ابن القيِّم رحمه الله: «ومن له علمٌ بالشرع والواقع، يعلم قطعًا أنَّ الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدمٌ صالحه، وآثارٌ حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكانٍ، قد تكون منه الهفوة والزلة، هو فيها معذورٌ؛ بل ومأجورٌ لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتَّبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين» (?).
وقال الشَّاطبيُّ رحمه الله معلِّقًا على ما ينبغي تُجاه زلة العالم: «كما أنَّه لا ينبغي أن ينسب صاحبها إلى التقصير، ولا أن يشنَّع عليه بها، ولا ينتقص من أجلها، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتًا؛ فإنَّ هذا