هذا الباب؛ كحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يا عائش، إيَّاك ومحقَّرات الذُّنوب؛ فإنَّ لها من الله طالبًا) (?)، وكحديث سهل بن سعدٍ عند الإمام أحمد -وحسنَّه ابن حجرٍ (?) -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: (إيَّاكم ومحقَّرات الذُّنوب؛ فإنَّما مثل محقَّرات الذُّنوب كقوم نزلوا في بطن وادٍ، فجاء ذا بعودٍ، وجاء ذا بعودٍ حتَّى أنضجوا خبزتهم، وإنَّ محقَّرات الذُّنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه) (?).
قال بلال بن سعدٍ رحمه الله: «لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت» (?).
وكان الإمام أحمد رحمه الله مرةً يمشي في الوحل ويتوقَّى، فغاصت رجله فخاض، وقال لأصحابه: هكذا العبد لا يزال يتوقَّى الذنوب، فإذا واقعها خاضها (?).
والمقصود من هذا أن يحرص كلُّ واحدٍ منَّا ألَّا تخبو في قلبه جذوة المرارة من الذنب عند الوقوع فيه، فإن شعر أنَّه يذنب ولا يتألَّم، ولا يضيق صدره، فليتفقَّد قلبه قبل أن يموت موتًا لا يحيا بعده.
...
• ومن مواعظه - رضي الله عنه - قوله (?):
«إنَّ الناس قد أحسنوا القول، فمن وافق قوله فعله، فذاك الذي أصاب