[وقف لله تَعَالَى]
(فَصْلٌ في تَحْرِيْمِ النَّمِيْمَة)
ويجب اجتناب النميمة قال الله تَعَالَى: {وَلَا تُطِعْ كُلّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ * هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «ألا أخبركم بشراركم» ؟ قَالُوا: بلى، قال: «المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت» . رواه أَحَمَد.
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «لا يدخل الْجَنَّة نمام» . وعن ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «ألا أنبئكم ما العضة هِيَ النميمة القالة بين النَّاس» . رواه مسلم. وعن عبد الرحمن بن غنم وأسماء بنت يزيد رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «خيار عباد الله الَّذِينَ إذا رؤا ذكر الله وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون البراء العنت» . رواهما أَحَمَد والبيهقي في شعب الإِيمَان.
وعن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم مر بقبرين يعذبان فَقَالَ: «إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكَانَ يمشي بالنميمة، وأما الآخِر فكَانَ لا يتسبرئ من بوله» . الْحَدِيث رواه البخاري.
فالنميمة نقل كلام بعض النَّاس لبعض لقصد الإفساد، وإيقاع العداوة والبغضاء، فالنم خلق ذميم لأنه باعث للفتن وقاطع للصلات وزارع للحقَدْ، ومفرق للجماعات، يجعل الصديقين عدوين والأخوين أجنبيين، والزوجين متنافرين، فهذه المعصية معصية النميمة،