.. فإنَّ الله لا يَرْضَى بِكُفْرٍ ... ولا يَرْضَى الفَوَاحِشَ ذُو الجَلالِ

فَلَولاَ أَنَهُ قَدْ شَاءَ هَذا ... وقَدَّرَ خلْقَهُ فِي كُلَّ حَالِ

لَمَا كَانَتْ ولَمْ تُوجَدْ عَيانًا ... فَمَا قَدْ شَاءَ كَانَ بلا اخْتِلالِ

ورَابعُهَا الَّذِي مَا شَاءَ رَبِّي ... لَهُ كَوْنًا ولا دِينَا بِحَالِ

فَذا مَا لَمْ يَكُن مِن نَوعِ هَذا ... ولا هَذَا وهَذَا فِي المِثَالِ

كأَنْواعِ المَعَاصِي أوْ مُباحٍ ... فهذا الحَقُّ عنْ أهْلِ الكَمَالِ

فَخُذْ بِالْحَقِّ وَاسْمُ إِلَى الْمَعَالِي ... ودَع قَوْلَ المُخبِّطِ ذَا الخَيَالِ

ولِلْعَبْدَ مَشِيئَةِ وَهِيَ حَقُّ ... أَتَتْ بالنَّصِّ فِي أيِّ لِتَالِ

وَبَعْدَ مَشِيئَةُ الرَّحْمَنِ فَاعْلَمْ ... هُدِيتَ الرُّشْدَ فِي كُلِّ الْخِلالِ

وَأَعْمَالُ الْعِِبَادِ لَهُمْ عَلَيْهَا ... لَعمْرِي قُدْرَةٌ بالافْتعَالِ

ومَا الأَفْعَالِ إلاَّ باخْتِيَارٍ ... ورَبِّي ذُو الْمَعَارِجِ وَالْجَلالِ

لِذَلِكَ خَالِقٌ ولَهمْ كَمَا قَدْ ... أَتَى فِي النَّصِّ فاسْمَعْ لِلْمَقَالَ

ونُؤْمِنُ بالكِتَابِ كَمَا أَتَانَا ... وبِالرُّسْلِ الكِرَامِ ذَوِي الكَمَالِ

ونُؤْمِنُ بالقَضَا خَيْرًا وشَرًا ... وبالقَدَرِ المُقَدَرِ لا نُبَالي

وأَمْلاَكِ الإلهِ وإنَّ مِنْهم ... لَعَمْرِي مُصْطَفَيْنَ لِذِي الجَلالِ

وإنَّ الجنَّةَ العلُياَ مَئَابٌ ... لأَهْلِ الخَيرِ مِنْ غَيرِ انْتِقَالِ

وإنَّ النَّارَ حَقَ قَدْ أُعِدَّتْ ... لأَهْلِ الكُفْرِ أصْحَابِ الوَبَالِ

وإنَّ شَفَاعَةَ المَعْصُومِ حَقُّ ... لأَصْحَابِ الكَبَائِرِ عَنْ نَكَالِ

وَنُؤْمنُ بالحِسَابِ وَذَاكَ حَقُ ... وَكُلُّ سَوْفَ يُجْزَى بانْتِحَالِ

وَكُلُّ سَوْفَ يُؤتَى يَوْمَ حَشْرٍ ... كِتَابًا بِالْيَمِينِ أوِ الشِّمَالِ

ونُؤْمِنُ أنَّ أعْمالَ البَرايَا ... سَتُوزَنُ غَيْرَ أصْحَابِ الضَّلالِ

فَلَيْستْ تُوزنُ الأَعْمَالُ مِنْهُم ... كَأَهْلِ الخَيْرِ مِنْ أهْلِ الكَمَالِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015