.. وَفِي القُرآنِ ذَلِكَ مُسْتَبِينٌ ... فَيَا بُعْدًا لأَهْلِ الاعْتِزَالِ

لَقَدْ جَاءُوا مِنْ الكُفْرَانِ أَمْرًا ... يَهُدُّ الرَّاسِيَاتِ مِنَ الجِبَالِ

وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَفِي نَعِيمٍ ... نَعِيمٍ لا يَصِيرُ إِلَى زَوَالِ

وَإِنَّ أَلَذَّ مَا يَلْقَوْنَ فِيهَا ... مِنْ الذَّاتِ رُؤْيَةُ ذِي الْجَمَالِ

وَتُؤْمِنُ بِالإِلَهِ الحَقِّ رَبًّا ... عَظِيمًا قَدْ تَفَرَّدَ بِالْكَمَالِ

إِلَهًا وَاحِدًا صَمَدًا سَمِيعًا ... بَصِيرًا ذِي الْمَعَارِجِ وَالْجَلالِ

قَدِيرًا مَاجِدًا فَرْدًا كَرِيمًا ... عَلِيمًا وَاسِعًا حَكَمَ الْفِعَالِ

لَهُ الأَسْمَاءُ وَالأَوْصَافُ جَلَّتْ ... عَنْ التَّشْبِيهِ أَوْ ضَرْبِ الْمِثَالِ

وَنُؤْمِنُ أَنَّمَا قَدْ شَاءَ رَبِّي ... فَحَقٌّ كَائِنٌ فِي كُلِّ حَالِ

وَإِنَّ مَا شَاءَهُ أَحَدٌ وَمَا لَمْ ... يَشَأْهُ اللهُ كَانَ مِنْ الْمُحَالِ

وَأَقَسَامُ الإِرَادَةِ إِنْ تُرِدْهَا ... فَأَرْبَعَةٌ مُوَضَّحَةٌ لِتَالِ

فَمَا قَدْ شَاءَهُ شَرْعًا وَدِينًا ... مِنْ العَبْدِ الْمُوَفَّقِ لِلْكَمَالِ

بِمَا وَقَعَ الْمُقَدِّرُ مِنْ قَضَاءٍ ... بِذَلِكَ فِي الوُجُودِ بِلا اخْتِلالِ

مِنَ الطَّاعَاتِ فَهُوَ لَهَا مُحِبُّ ... إِلَهِي رَاضِيًا بالامْتِثَالِ

فَهَذَا قَدْ أَرَادَ اللهُ دِينًا ... وَشَرْعًا كَوْنَه فِي كُلِّ حَالِ

وَرَبُّ العَرْشِ كَوَّنَهَا فَكَانَتْ ... وَلَوْلا ذَاكَ مَا كَانَتْ بِحَالِ

وَثَانِيهَا الَّذِي قَدْ شَاءَ دِينًا ... مِنْ الكُفَّار أَصْحَابِ الوَبَالِ

مِنَ الطَّاعَاتِ لَوْ وَقَعَتْ وَصَارَتْ ... عَلَى وَفْقِ الْمَحَبَّةِ بِالفِعَالِ

وَلَكِنْ لَمْ تَقَعْ مِنْهُمْ فَبَاءُوا ... لَعَمْرِي بِالْخَسَارِ وَبِالنَكَالِ

وَثَالُثهَا الذِّي قَدْ شَاءَ كَوْنًا ... بِتَقْدِيرِ الحَوَادِثِ لَلْوَبَالِ

كَفِعْلٍ لِلْمَعَاصِي أَوْ مُبَاحٍ ... فَلَمْ يَأْمُرْ بِهَا رَبُّ العَوَالِي

وَلَمْ يَرْضَ بِهَا مِنْهُمْ وَكَانَتْ ... عَلَى غَيْرِ الْمَحَبَّةِ لِلْفِعَالَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015