ولا تقربوا الربا فإنه من مناهي الدين، والله تعالى يقول: {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ، {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} في الكتاب المبين، ولا تأكلوا مال أحد بغير حق يبيحه، وانزعوا الطمع عن ذلك حتى تذهب ريحه؛ والتمسوا الحلال يسعى فيه أحدكم على قدمه، ولا يكل اختياره إلا للثقة من خدمة، ولا تلجؤوا على المتشابه إلا عند عدمه؛ فهو في السلوك إلى الله أصل مشروط، والمحافظة عليه مغبوط.
وإياكم والظلم. فالظالم ممقوت بكل لسان، مجاهر لله بصريح العصيان، والظلم ظلمات يوم القيامة كما ورد في الصحاح والحسان؛ والنميمة فساد وشتات، لا يبقى عليه متات، وفى الحديث: «لا يدخل الجنة قتات» . واطرحوا الحسد والبخل فمارئي البخيل وهو مودود؛ وإياكم وما يعتذر منه، فمواقف الخزي لا تستقال عثراتها، ومظنات الفضائح لا تؤمن غمراتها؛ وتفقدوا أنفسكم مع الساعات، وافشوا السلام في الطرق والجماعات، ورقوا على ذوي الزمانات والعاهات، وتاجروا مع الله بالصدقة يربحكم في البضاعات؛ وعولوا عليه وحده في الشدايد، واذكروا المساكين إذا نصبتم الموائد؛ وتقربوا إليه باليسير من ماله، واعلموا أن الخلق عيال الله وأحب الخلق إليه المحتاط لعياله؛ وارعوا حقوق الجار، واذكروا ما ورد في من الآثار، وتعاهدوا أولي الأرحام، والوشائج البادية الالتحام؛ واحذروا شهادة الزور فإنها تقطع الظهر، وتفسد السر والجهر؛ والرشا فإنها تحط الأقدار، وتستدعي المذلة والصغار؛ ولا تسامحوا في لعبة قمر، ولا تشاركوا أولي البطالة في أمر؛ وحقوق الله من الازدراء والاستخفاف، ولا تلهجوا بالآمال العجاف، لا تكلفوا بالكهانة والإرجاف؛ واجعلوا العمر بين معاش ومعاد، وخصوصية وابتعاد، واعلموا أن الله بمرصاد؛ وأن الخلق بين زرع وحصاد، وأفلوا بغير الحالة الباقية الهموم، واحذروا القواطع عن السعادة كما