البنين؛ وأكرم منسوب إلى مذهبه، ومن أكثر من شيء عرف به. وإياكم والكذب فهو العورة التي لا توارى، والسوءة التي لا يرتاب في عارها ولا يتمارى؛ وأقل عقوبات الكذاب، بين يدي ما أعد الله له من العذاب، ألا يقبل صدقه إذا صدق، ولا يعول عليه إن كان بالحق قد نطق.
وعليكم بالأمانة فالخيانة لوم، وفى وجه الديانة كلوم؛ ومن الشريعة التي لا يعذر بجهلها؛ أداء الأمانات إلى أهلها؛ وحافظوا على الحشمة والصيانة، لا تجزوا من أقرضكم دين الخيانة؛ ولا توجدوا للغدر قبولا، ولا تقروا عليه طبعًا مجبولاً؛ وأوفوا بالعهد عن العهد كان مسئولاً؛ ولا تستأثروا بكنز ولا خزن، ولا تذهبوا لغير مناصحة المسلمين في سهل ولا حزن، ولا تبخسوا الناس أشيائهم في كيل أو وزن؛ والله الله أن تعينوا في سفك الدماء ولو بالإشارة أو بالكلام، أو ما يرجع إلى وظيفة الأقلام، واعلموا أن الإنسان في فسحة ممتدة، وسبيل الله غير منسدة؛ ما لم ينبذ إلى الله بأمانه، ويغمس في الدم الحرام بيده أو لسانه، قال الله تعالى في كتابه الذي هدى به سننًا قويمًا، وجلى من الجهل والضلال ليلاً بهيما: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} .
واجتناب الزنا وما تعلق به من أخلاق دليل على من كرمت طباعه، وامتد في سبيل السعادة باعه؛ ومن غلبت عليه غرائز جهله، فلينظر هل يحب أن يزنى بأهله؟! والله قد أعد للزاني عذابًا وبيلاً، وقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} .
والخمر أم الخبائث ومفتاح الجرائم والجرائر؛ واللهو لم يجعله الله في الحياة شرطًا، والمحرم قد أغنى عنه بالحلال الذي سوغ وأعطى؛ وقد تركها في الجاهلية أقوام لم يرضوا لقولهم بالفساد، ولا لنفوسهم بالمضرة في مرضاة الأجساد، والله قد جعلها رجسًا محرمًا على العباد، وقرنها بالأنصاب والأزلام في مباينة السداد.