الكافلة، والاهتداء بأقمارها غير الآفلة؛ والله يقول وهو أصدق القائلين: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ، وقد علت شرائعه، وراع الشكوك رائعه. فلا تستنزلكم الدنيا عن الدين، وابذلوا دونه النفوس فعل المهتدين، فلن ينفع متاع بعد الخلود في النار أبد الآبدين، ولا يضر مفقود مع الفوز بالسعادة والله أصدق الواعدين، ومتاع الحياة الدنيا أخس ما ورث الأولاد عن الوالدين، اللهم قد بلغت، فأنت خير الشاهدين.

فاحذروا المعاطب التي توجب في الشقاء الخلود، وتستدعي شوه الوجوه ونضج الجلود؛ واستعيذوا برضا الله من سخطه، واربئوا بنفوسكم عن غمطه؛ وارفعوا آمالكم عن القنوع بغرور قد خدع أسلافكم، ولا تحمدوا على جيفة العرض الزائل ائتلافكم؛ واقنعوا منه بما تيسر، ولا تأسوا على ما فات وتعذر، فإنما هي دجنة ينسخها الصباح، وصفقة يتعقبها الخسار والرباح؛ ودونكم عقيدة الإيمان فشدوا بالنواجذ عليها، وكفكفوا الشبه أن تدنوا إليها؛ واعلموا أن الإخلال بشيء من ذلك خرق لا يرفؤه عمل، وكل ما سوى الراعي همل، وما بعد الرأس في صلاح الجسم أمل؛ وتمسكوا بكتاب الله حفظًا وتلاوة، واجعلوا حمله على حمل التكليف علاوة؛ وتفكروا في آياته ومعانيه، وامتثلوا أوامره وانتهوا عن مناهيه، ولا تتأولوه ولا تغلوا فيه؛ وأشربوا قلوبكم حب من أنزل على قلبه، وأكثروا من بواعث حبه؛ وصونوا شعائر الله صون المحترم، واحفظوا القواعد التي ينبني عليها الإسلام حتى لا ينخرم.

اللهَ الله في الصلاة ذريعة التجلة، وخاصة الملة، وحاقنة الدم، وغنى المستأجر المستخدم؛ وأم العبادة، وحافظة اسم المراقبة لعالم الغيب والشهادة؛ والناهية عن الفحشاء والمنكر مهما عرض الشيطان عرضهما، ووطأ للنفس الأمارة سماءهما وأرضهما، والوسيلة إلى بل الجوانح ببرود الذكر، وإيصال تحفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015