الله إلى مريض الفكر؛ وضابطة حسن العشرة من الجار، وداعية المسالمة من الفجار؛ والواسمة بسمة السلامة، والشاهدة للعقد برفع الملامة؛ فاصبروا النفس على وظائفها بين إبداء وإعادة، فالخير عادة؛ ولا تفضلوا عليها الأشغال البدنية [وتؤثروا على العلية الدنية] ؛ فإن أوقاتها المعينة بالانفلات تنبس والفلك بها من أجلكم لا يحبس؛ وإذا قرنت بالشواغل فلها الجاه الأصيل، والحكم الذي لا يغيره الغدو ولا الأصيل؛ والوظائف بعد أدائها لا تفوت، وأين حق من يموت، من حق الحي الذي لا يموت؟ وأحكموا أوضاعها إذا أقمتموها؛ وأتبعوها بالنوافل ما أطقتموها؛ فالإتقان تفاضلت الأعمال، وبالمراعاة استحق الكمال، ولا شكر مع الإهمال، ولا ربح مع إضاعة رأس المال، وثابروا عليها في الجماعات، وبيوت الطاعات؛ فهو أرفع للملام، وأظهر لشرائع الإسلام؛ وأبر بإقامة الفرض، وأدعى إلى مساعدة البعض البَعض.
والطهارة التي هي في تحصيلها سبب موصل، وشرط لمشروطها محصل؛ فاستوفوها، والأعضاء نظفوها، ومياهها بغير أوصافها الحميدة فلا تصفوها؛ والحجول والغرر فأطيلوها، والنيات في كل ذلك فلا تهملوها؛ فالبناء بأساسه، والسيف برئاسه، واعلموا أن هذه الوظيفة من صلاة وطهور، وذكر مجهور وغير مجهور؛ تستغرق الأوقات، وتنازع شتى الخواطر المفترقات؛ فلا يضبطها إلا من ضبط نفسه بعقال، وكان في درجة الرجولة ذا انتقال، واستعاض صدأه بصقال؛ وإن ترخى تقهقر الباع، وسرقته الطباع، وكان لما سواها أضيع فشمل الضياع.
والزكاة أختها الحبيبة، ولدتها القريبة؛ مفتاح السماحة بالعرض الزائل وشكران المسئول على الضد من درجة السائل؛ وحق الله في مال من أغناه، لمن أجهده في المعاش وعناه؛ من غير استحقاق ملء يده وإخلاء يد أخيه، ولا علة القدر الذي يخفيه، وما لم ينله حظ الله فلا خير فيه، فاسمحوا بتفرقتها للحاضر