مسرورا مَعَ مسرورين، بأبدان قَدْ طهرت، ووجوه قَدْ أشرقت وأنارت فهي كالبدر، قَدْ سطع من أعراضهم كشعاع الشمس.

فَلَمَّا جاوزت بابها، وضعت قدميك على تربتها، وهي مسك اذفره، ونبت الزعفران المونع، والمسك مصبوب على أرض من فضة، والزعفران نابت حولها، فَذَلِكَ أول خطوة خطوتها فِي أرض البقاء بالأمن من الْعَذَاب والموت، فأَنْتَ تتخطى فِي تراب المسك، ورياض الزعفران، وعيناك ترمقان حسن بهجة الدر، من حسن أشجارها، وزينة تصويرها.

فبينما أَنْتَ تتخطى فِي عرصات الجنان، فِي رياض الزعفران، وكثبان المسك، إذ نودي فِي أزواجك وولدانك وخدامك وغلمانك وقهارمتك، أن فلانَا قَدْ أقبل، فأجابوا، واستبشروا لقدومك، كما يبشر أَهْل الغائب فِي الدُّنْيَا بقدومه.

ثناء على الله وتضرع إليه جل جلاله

إِلَهِي وَخلاقي وَحِرْزِي وَمَوْئِلِي ... إِلَيْكَ لِدَى الإِعْسَارِ وَالْيُسْرِ أَفْرَعُ

إِلَهْيِ لَئِنْ ابْعَدْتَنِي أَوْ طَرَدْتَنِي ... فَمَنْ ذَا الَّذِي أَرْجُوا وَمَنْ أَتَشَفَّعُ

إِلَهِي لَئِنْ جَلَتَ وَجَمَعْتَ خَطِيئَتِي ... فَعَفْوُكَ عَنْ ذَنْبِي أَجَلُّ وَأَوْسَعُ

إِلَهِي لَئِنْ أَعْطيتَ نَفْسِي سُؤَالَهَا ... فَهَا أَنَا فِي رَوْضَ النَّدَامَةِ ارْتَعُ

إِلَهِي فَلا تَقْطَعْ رَجَائِي وَلا تَزْغ ... فُؤَادِي فإني خَائٍفٌ مُتَضَرِّعُ

إِلَهِي فَأَنِسْنِي بِتَلْقِينِ حُجْتَي ... إِذَا كَانَ لي فِي الْقَبْرِ مَثْوَى وَمَضْجَعُ

إِلَهْيِ أَذِقْنِى بَرْدَ عَفْوِكَ يَوْمَََ لا ... بَنُونَ وَلا مَالَ هُنَالِكَ خضعُ

وَلا تَحْرِمْنِي مِنْ شَفَاعَةِ أَحْمَدٍ ... وَصَحْبة أَخْيَارِ هُنَالِكَ خُضَّعُ

وَصَلِّ عَلَيْهِ مَا دَعَاكَ مُوَحَّدٍ ... وَنَاجَاكَ أَقْوَامٌ بِبِاكٍ خُشْعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015