والندامة، قَالَ جَلَّ وَعَلا وتقدس: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} الآية.

فتصور تلك الأهوال والعظائم بعقل فارغ وعزيمة صادقة وراجع نفسك ما دمتُ فِي قيد الحياة وتب إِلَى الله توبة نصوحًا عَنْ ما يكره مولاك وتضرع إليه وابك من خشيته لعله يرحمك ويقِيْل عثرتك فَإِنَّ الخطر عَظِيم والبدن ضعيف والموت منك قريب، انتهى بتصريف من كلام المحاسبي رَحِمَهُ اللهُ.

شِعْرًا: ... مِثْلَ وُقُوفِكَ يَوْمَ الْحَشْرِ عُرْيَانًا ... مُسْتَعْطِفًا قَلَقَ الأَحْشَاء حَيْرَانا

النَّارُ تَزْفُرُ مِنْ غَيْظٍ وَمِنْ حَنَقٍ ... عَلَى الْعُصَاةِ وَتَلْقَ الرَّبَ غَضْبَانَا

اقْرَأْ كِتَابَكَ يَا عَبْدِي عَلَى مَهْلٍ ... وَانْظُرْ إِلَيْهِ تَرَى هَلْ كَانَ مَا كَانَ

لَمَّا قَرَأْتَ كَتِابًا لا يُغَادِرُ لِي ... حَرْفًا وَمَا كَانَ فِي سِرٍّ وَإِعْلانَا

قَالَ الْجَلِيلُ خُذُوهُ يَا مَلائِكَتِي ... مُرُوا بِعَبْدِي إِلَى النِّيرَانِ عَطْشَانَا

يَا رَبّ لا تُحْزِنَا يَوْمَ الْحِسَابِ وَلا ... تَجْعَلْ لِنَارِكَ فِينَا الْيَوْم سُلْطَانَا

اللَّهُمَّ يَا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغَفْلَة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة وَوَفِّقْنَا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عَلَيْهِ ضمائرنا واكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا، وامنن عَلَيْنَا يَا مولانَا بتوبة تمحو بها عنا كُلّ ذنب واغفر لَنَا ولوالدينا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِين الأحياء والميتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلّى اللهُ عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.

" موعظة ": لله در أقوام تركوا الدُّنْيَا فأصابوا، وسمعوا منادي الله فأجابوا، وحضروا مشاهد التقى فما غابوا، واعتذروا مَعَ التحقيق ثُمَّ تابوا وأنابوا، وقصدوا باب مولاهم فما ردوا ولا خابوا.

قَالَ عمرو بن ذر: لما رأى العابدون الليل قَدْ هجم عَلَيْهمْ، ونظروا إِلَى أَهْل الغَفْلَة قَدْ سكنوا إِلَى فرشهم ورجعوا إِلَى ملاذهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015