وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:
كأن سَرَاتَهُ لدى البَيْتِ قائماً ... مَدَاكُ عَرُوسٍ ... البيت
أَيْ: كَأَنَّ ظَهْرَهُ لانْجِرارِهِ، مَداكُ عَروسٍ؛ وهي الحَجَرُ الذي يُدَقُّ بهِ العِطْرُ، فهو أمْلَسُ مُنْجَرِدٌ، وجَعَلَهُ لِلْعَروسِ؛ لِأَنَّه أكْثرُ استِعمالاً؛ لاحْتِيَاجِها إلى التَّعطُّرِ كَثِيْراً، فهو شَبِيْهٌ بِقَولِ ذِي الرُّمَّةِ:
ووَجْهٌ كمرآةِ الغَريْبَةِ أَسْجَحُ
لِأَنَّ الغَرِيْبَةَ لَيْسَ لهَا مَنْ يُصْلِحُ شَأْنَها، فَتحتَاجُ إلى أنْ تكونَ مِرْآتُها [أَكْثَرَ] استِصْقالاً.
وهذا البَيْتُ مُقَرِّرٌ لِقَوْلِهِ: «بِمُنْجَرِدٍ، في أَوَّلِ وَصْفِهِ، فَهُنَاكَ وَصَفَهُ بِمُطْلَقِ الانجِرادِ، وهَاهُنا بالَغَ فيهِ، و «صَلَايةُ الحَنْظلِ» شَبِيْهٌ