إن المراهق في حاجة ماسة لنفهمه، ونسمعه، ونتقبله قبل ذلك، ونتواصل معه، وندعو له لا أن ندعو عليه.
ولهذا النص شواهد أخرى من تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشباب، بل يمكن استجلاء عدد من مهارات التواصل الوالدي العكسي من خلال حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنّهُ كَانَ صِدّيقاً نّبِيّاً*إِذْ قَالَ لاَِبِيهِ يَأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً*يَأَبَتِ إِنّي قَدْ جَآءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتّبِعْنِيَ أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً*يَأَبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشّيْطَانَ إِنّ الشّيْطَانَ كَانَ لِلرّحْمََنِ عَصِيّاً*يَأَبَتِ إِنّيَ أَخَافُ أَن يَمَسّكَ عَذَابٌ مّنَ الرّحْمََنِ فَتَكُونَ لِلشّيْطَانِ وَلِيّاً*قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَإِبْرَاهِيمُ لَئِن لّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً*قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبّيَ إِنّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً*وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبّي عَسَىَ أَلاّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبّي شَقِيّاً}.
في هذه الآيات الكريمة وسائط اتصال لفظية، وحركات قلبية كثيرة:
1. النداء الرقيق: يا أبت.
2. طرح الأسئلة العقلية بدلا من تقرير الحقائق.
3. بث الثقة في المحاوَر بأن المحاوِر لديه علم تام ومجزوم به حول نقطة الخلاف.
4. إظهار عاطفة الخوف على المحاوَر.
5. بيان العواقب، والتدليل عليها.
6. عدم اليأس من الإقناع.
7. إبقاء حبل الود، مهما بلغ من عنف المحاور.
فوائد من إثارة الأسئلة في الحوار؛ والتي استخدمها الخليل مع والده:
• حصر الفكر والحواس نحو السؤال فلا نشغل الحواس بشيء آخر وعندئذ ينجح المتحدث في توجيه انتباه المستمع نحوه.
• إثارة السؤال تجعل المستمع والقارئ له متحدياً للمتعلم فيخلق عنده