قال: فوضع يده عليه.
وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه.
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء" (?).
وقفات مع مهارات التواصل التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف:
تحديد الهدف: نزع فتيل الشهوة المتضرمة من قلب الشاب، ودوام ذلك؛ بصرفه عن مجرد التفكير في تصريف شهوته بطريقة مخلة.
وقد استخدام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أكثر الوسائل أمانا، وقدرة على توصيل الرسالة:
1. أجلسه، والجالس أهدأ من الواقف، وأكثر قدرة على التحاور الرزين، وفيه تحقيق ألفة بينه وبينه؛ لكون الرسول صلى الله عليه وسلم جالس أيضا.
2. تقبله: حيث تلاحظ المسافة الفاصلة بين الموجه والشاب، حيث دنا منه قريبا بحيث يستطيع لمسه في اللحظة المناسبة؛ ليتم استيعاب شاب مندفع للغاية لعمل مشين مستهجن قوبل بالرفض والزجر من المجتمع؛ "فقال: ادنه .. فدنا منه قريبا". و"إن الطفل/المراهق الذي يتقبله أهله بصرف النظر عما فيه من نواقص وعيوب، ينشأ واثقا من نفسه، معتزا بذاته، سعيدا في حياته" (?).
3. حاوره: حيث لفت نظره ـ من خلاله ـ إلى طبيعة الحياة في المجتمع الذي يعيش فيه، وكونه يحكم بشريعة وأعراف صارمة في هذه القضية الحساسة، التي حتى هو لا يرضاها لنفسه. وتوجيه بأنه لا يجوز التعدي على حرمات الآخرين، كما أنه هو يرفض ذلك منهم. قال أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ... إلخ .. "، ويلاحظ أنه لم يجمع أرحامه، بل فرقهم؛ ليترك لخياله فرصة استهجان كل محاولة اعتداء على واحدة منهن لوحدها؛ فتتعدد فرص