فقال عمر: عظني يا غلام.
فقال: أصلح الله أمير المؤمنين, إن ناسا من الناس غرّهم حلم الله عنهم وطول أملهم وكثرة ثناء الناس عليهم, فزلّت بهم الأقدام فهووا في النار، فلا يغرّنك حلم الله عنك وطول أملك وكثرة ثناء الناس عليك, فتزل قدمك فتلحق بالقوم، فلا جعلك الله منهم، وألحقك بصالحي هذه الأمة.
ثم سكت.
فقال عمر: كم عمر الغلام؟ فقيل له ابن إحدى عشرة سنة, ثم سأل عنه فإذا هو من ولد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهم, فأثنى عليه خيرا ودعا له (?).
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (?):
تعلم فليس المرءُ يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهلُ
وإن كبيرَ القوم لا علم عنده ... صغيرٌ إذا التفَّت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا رُدَّت إليه المحافل
ولا ترض من عيش بدونٍ ولا يكن ... نصيبك إرثا قدّمتْه الأوائلُ