بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده)) (?).
فأي مكانة أعظم من هذه المكانة للطفل في الإسلام، وأي حقوق يبحث عنها الطفل في المجتمع المسلم، بعد أن قدم على الأشياخ؟!
ولذلك خرج عبد الله بن عباس؛ حبر الأمة وترجمان القرآن، إنها الطاقات التي تلقتها أيد مباركة، تأخذ بها إلى الأعلى، لا الأيدي التي تقمعها، وتصفعها.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال إنه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال وما أريته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال ما تقولون في {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وقال بعضهم لا ندري أو لم يقل بعضهم شيئا فقال لي يا بن عباس أكذاك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة فذاك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} قال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم)) (?).
بل إن عمرو بن سلمة يتقدم القوم في الصلاة وهو طفل في سن التمييز؛ يقول: "كنا بحاضر يمر بنا الناس إذا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا مروا بنا فأخبرونا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذا وكذا، وكنت غلاما حافظا؛ فحفظت من ذلك قرآنا كثيرا، فانطلق أبي وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه، فعلمهم الصلاة، فقال: "يؤمكم أقرؤكم" وكنت أقرأهم؛ لما كنت أحفظ. فقدموني، فكنت أؤمهم وعلي بردة لي صغيرة صفراء، فكنت إذا سجدت تكشفت عني، فقالت امرأة من النساء: واروا عنا عورة قارئكم،