الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} 1.
كما أن السورة تعرضت لذكر ربوبية الله عز وجل، والآيات الدالة عليه، كخلقه السماوات والأرض، وخلقه الإنسان من نطفه فإذا هو خصيم مبين، وما خلقه عز وجل لعباده من النعم في البر والبحر {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ. وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ. وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} 2. كما تعرضت السورة لبعض مباحث الرسالة: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} 3. الآية.
إلى غير ذلك من المباحث التي نص الشيخ على كل جزئيه منها في استنباطاته ولست هنا بصدد ذكر تلك الاستنباطات، وإنما أكتفي بالإشارة إلى كثرة المباحث العقدية في هذه السورة المختارة.
ومن تلك السور المختارة سورة "الزمر" و"الجن" والمدثر" والإخلاص" والمعوذتين" وفي كل سورة من هذه السور تعلق وثيق بالعقيدة وشمول لمعظم المباحث العقدية. فلعله لهذا اختارها الشيخ للتفسير ليفسر ما يشاكلها من السور والآيات ذات الموضوع نفسه على ضوئها.
كما أن تركيز الشيخ على العقيدة في تفسيره كما يتجلى في اختيار السور المفسرة فكذلك الحال بالنسبة للآيات المفسرة، بل قد يكون ذلك أوضح.
فمن الآيات المختارة للتفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآيتين4.
فقد أوضح الشيخ رحمه الله أهمية هذه الآيات، واتصالها المباشر بالعقيدة