لغة التأليف عند الشيخ لغة عربية فصيحة، ومن استعرض كتبه من تفسير وغيره مما أراد به التأليف تبين له ذلك، بل إنه ينص في تفسيره أحيانا على بعض المسائل أو المعاني اللغوية، إذا احتاج إليها، إذ ليس من منهجه الاهتمام بالتشقيقات اللغوية لذاتها، فليست هي الغرض من التفسير عنده، بل الغرض فهم كتاب الله، والاستنباط منه، والاهتداء بهديه، واللغة وسيلة لذلك، وتفسير الشيخ للقرآن، واستنباطه منه، وعمله بهداه دليل على فهمه ومعرفته، ولا يمكن ذلك إلا بمعرفة اللغة العربية الصحيحة، فأنى لمن لا يفهم العربية أن يفهم فضلا عن أن يستنبط! اللهم الآن ترجمت له المعاني.
ومن نص الشيخ على بعض المسائل اللغوية قوله عند قول الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} الآية1: تقول العرب: بلغ أشده أي منتهى شبابه2.
وقوله عند قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ} الآية3: يقال: "جهزت القوم" إذا هيأت لهم جهاز السفر.
والرحل: كل ما يعد للرحيل من وعاء للمتاع، ومركب للبعير، وحلس وغير ذلك4.
وقوله عند قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي} 5 الآية: قبل أي شيء نريد وقد ردت بضاعتنا: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا} أي نأتي لهم بالطعام، يقال: مار وأهله