الفصل الثالث: توفر أدوات التفسير بالرأي لدى الشيخ

مدخل

...

الفصل الثالث: توفر أدوات التفسير بالرأي لدى الشيخ

تبين من خلال الفصل السابق انقسام التفسير إلى قسمين:

تفسير بالرأي المحمود، كالتفسير بالرأي المذموم.

وإذا نظرنا إلى تفسير الشيخ رحمه الله نجد أنه كثيراً ما يتعرض لتفسير كلام الله عز وجل بالرأي، ولكنه ليس بالرأي المجرد المذموم النابع أصلاً من التعصب والهوى والتجرؤ على كلام الله بغير علم.

وإنما هو حقيقة ما يفهم من كلام الله تعالى، ومتمش مع معاني الشريعة ومقاصدها، مع تحمل اللفظ لذلك المعنى، على ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى1 وذلك أنه قد توفر في الشيخ الشروط اللازمة للتفسير إذ من المعلوم أن الشيخ رحمه الله قد تضلع من علوم الشريعة حيث طلب العلم وطالع كثيراً، ورحل من أجله، وأخذ عن أجله من العلماء في عصره، ودرس، وأفتى، وألف، في علوم شتى كالتفسير، والحديث والعقيدة، والفقه، والسيرة، والآداب الإسلامية.

فتدريسه التفسير، وتأليفه فيه- وكثير منه من قبيل التفسير بالرأي المحمود- دليل على أنه يعلم من نفسه أنه أهل لذلك، إذ لا يتصور أن يحث على طلب العلم، وينكر على من يقول بغير علم، تم بعد هذا يتكلم في أعظم شيء بلا علم.

ثم إن الدارس لتفسيره يلحظ اأنه قد ظهر من خلاله ما يدل على معرفته بعلوم أخرى اشترطوها للمفسر مع أنه لم يهدف إلى إظهار تلك العلوم لذاتها، وإنما لتحقيق غرض معين. ومنها: "معرفة اللغة والإعراب والبلاغة وغيرها فضلا عن أساس ذلك وملاكه وهو صحة المعتقد. وإليك بعض اللمحات الدالة على ذلك فيما يتعلق بعلوم العربية في مباحث وأما ما يتعلق بالتضلع في العقيدة ومعرفة الفقه وأصوله وعلم القصص فسأبرزها إن شاء الله في فصول خاصة من خلال تفسيره وسألمح أيضاً إلى علوم أخرى وردت في تفسيره وظهر اعتباره لها كورود بعض القراءات والإشارة للناسخ والمنسوخ وأسباب النزول في مواضعها إن شاء الله تعالى2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015