قال أيضاً - رحمه الله -: (إن هذا الجيل الجديد من أبنائنا واقفٌ في مفترق طرق، لا يدري أيها يسلك، وقد فتح عينيه على زخارف تستهوي من الثقافة الغربية، وقد أصبحت هذه الثقافة أقرب إلى عقله وذوقه لما مهَّد أهلها ودعاتها من المسالك إلى النفوس، ولما تنطوي عليه من المغريات والمعاني الحيوانية، ولما فيها من موجبات التحلل والانطلاق، ولما تزخر به من الشهوات وحظوظ الجسد، ولما يشهد لأهلها من شهود العلم، وهو يفتح عينيه كل يوم منها على جديد). (?)
إنَّ مكتبتنا العربية، أعني (المؤلَّفة باللغة العربية) ثرَّةٌ غنيَّة، مورداً ورِيَّاً، تبزُّ الأمم الأخرى؛ كثرةً، وجودةً، وتنوعاً، فليس لأُمَّةٍ من الأُمَمِ مَا لأَهْلِ الإِسلامِ مِنْ تَنوِّع العُلُومِ والمعارف، والتفنُّنِ في التصنيف والتأليف، وتقريبِ المعلومات، فلا يخلو بابٌ من المعرفة إلا وضربوا فيه بِسَهْمٍ وافِرٍ، أحكموا فيه صنعه، نظمه، ونثره.
قال ابن العربي المالكي (ت 543 هـ) - رحمه الله -: (ولم يكن قط في