ويدخل في هذه الأخطاء؛ الدعوة إلى المذهبية الفقهية، والخلافات الاجتهادية (?)، التي ليس مقامها مقام الدعوة .. ولا يجوز للداعية أن يجعلها محل اهتمام في دعوته، ولا يجعل دعوته محلاً لنصر مذهبه الفقهي، أو الانتصار للخلافات الفقهية، وأن يُشغل المدعوين بها، وإذا كانت الخلافات ضرورة من ضرورات الاجتهاد، فليست ضرورة من ضروريات الدعوة .. بل ولا محوراً من محاورها، فإن محلها دروس العلم، ومجالس العلماء، وليس محلها منابر المساجد، ومنصات الدعوة (?).
ومن أمثلة ذلك: الاختلاف في رؤية الهلال، وأحكام سجود السهو، وحكم صيام يوم السبت نفلاً، وما شابه ذلك، مما هو محل خلاف بين أهل العلم، مما لا يكاد يحصى ولا يعد.
والداعية الحكيم؛ لا يتعرض لمثل هذا إلا ماكان فيه حاجة ملحة، وبحكمة، وإنما يبدأ دعوته بأصول الإيمان، وأركان الإسلام، وما سبق بيانه تفصيلاً، مما يغني عن إعادته.