وهذا غير ما يجب من الموالاة لعموم المسلمين.

الخطأ الثالث: حصر الدعوة في جزئية من الدين.

الدين الإسلامي: عقيدة، وشريعة، وعبادة، ومعاملات، وأخلاق .. وهو لا ينحصر في جزء دون جزء، ولا تكون الدعوة حول شعبة دون الشعب، بل للدّين كلّه، حسب ما فُصِّل من قبل في باب: فقه التدرج والأولويات.

لكن المقصود هاهنا؛ ما يقوم به بعض الدعاة من الاهتمام بجزء من الدين، يجعله محور دعوته، صباحه ومساءه، ليله ونهاره .. يرتحل لأجله، .. ويظعن لأجله .. ولا يلتفت إلى غيره، ولا إلى حال المدعوين وحاجاتهم، ويرى فيه الدين كله، كالدعوة إلى الجهاد، أو تبديع المبتدعين، أو الرد على الطوائف الضالة، على أنه الدين كله، ولا يهتم بالدعوة إلى غيره، كالتوحيد .. وحسن الخلق .. فمن استجاب له فذاك، وإلا كان ضالاً منحرفاً ... الخ.

كأن الدين عنده يقف على أصبع واحد كمحاربة الابتداع، والجهاد، إذا توقف سقط الإسلام كله .. فلا دعوة .. ولا تربية .. ولا تعليم .. إلا ما يدعو إليه.

وأشنع من هذا؛ من يوالي ويعادي على جزئية من الدين، أو خلاف بين أهل السنة - عقديًا كان أو غيره - فيأمر بهجر المخالف، فيفرق الصف لأجل هذا الخلاف، وينشئ الفتنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015