{وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ} [الشورى: 43].

وقال تعالى عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ أَنّهُ عَدُوّ للهِ تَبَرّأَ مِنْهُ إِنّ إِبْرَاهِيمَ لأوّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]

والحلمُ شعبةٌ أساسٌ من شعب الصبر.

قال أهل اللغة: الحلم: الأناة والعقل، وحَلُم: تأنّى وسكن عند غضب، أو مكروه، مع قدرة، وقوة.

والحليم: الذي لا تستخفه الأفعال المؤذية، ولا يستفزه الإغضاب (?).

وقد أفاد العلماء: أن العلم والفقه، يكونان قبل الدعوة، ليكون الداعية ذا بصيرة قبل أن يخطو في دعوته، حتى لا يزل. (?)

ويكون الصبر، أثناء الدعوة، لكي يتحمل ردود فعل المدعوين، من أذى واتهام، ولكي يستمر في دعوتهم، ولا يتضجر منهم، ولا ينقطع عنهم ..

ويكون الحلم بعد الدعوة، كي لا يحقد على من سخر منه، أو استخف به، ولا ينتقم ممن آذاه.

بل على الداعية أن يتوقع الأذى، وأن يعد له عدته من الصبر والحلم، فهذه هي عزائم الأمور، لا غير ذلك من التضجر والحقد، ومد اليد والانتقام التي هي سبب الخور، والفشل.

لأجل هذا أمر الله الدعاة بالصبر على ما يلقونه من أذى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015