قال تعالى حاكياً قول لقمان لابنه: { .. وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىَ مَآ أَصَابَكَ إِنّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ}. [لقمان: 17]
ولما أمر الله تعالى نبيه بالدعوة إليه، أرشده إلى وجوب الصبر فيها، فقال سبحانه:
{وَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} [المزمل: 10]
ونبه الله عز وجل رسوله - صلى الله عليه وسلم - والدعاة من بعده، بما كان من أمر نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام إذ لم يصبر في دعوته فكان من أمره ما كان.
فقال تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ .. } الآية [القلم: 48] إذ خرج من سعة الدعوة والأنوار، إلى ضيق بطن الحوت والظلمات.
وهكذا شأن كل من لا يصبر على الدعوة إلى الله، ويستبدل سلاح العنف والتطرف والمواجهة، بسلاح (?) الصبر والحلم.
وهؤلاء الذين يتعجلون في المواجهة، إنما تعجلوا فيها، لأنهم فشلوا في مجال الدعوة، ولم يصبروا عليها، فتحولوا إلى المواجهة، فكان الفشل أبشع، والنتائج أشنع.
ولم يكتف الله عز وجل بالأمر بالصبر في الدعوة والحلم فيها، بل أمر بمقتضاهما من عدم الرد على أذى المدعوين، وعدم الالتفات إليهم،